أقيم صباح يوم الثلاثاء بولاية بدية مهرجان الفعاليات المصاحبة لندوه بديه عبر التاريخ التي تنظمها وزارة التراث والثقافة ممثلة بالمنتدى الأدبي بالتعاون مع مكتب سعادة والي بدية بهدف الاهتمام بالمدن والحواضر العمانية وابراز آثارها ودورها التاريخي.
المناسبة رعاها معالي الشيخ / محمد بن احمد الحارثي ـ مستشار الدولة ـ ، بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة وجمع غفير من أهالي الولاية ، وتضمنت تلك الفعاليات ثلاث لوحات حملت الاولى منها عنوان ( قافلة بدية ) واشتملت بدورها على ستة مشاهد اوضحت بالترتيب تجسيد دخول أول قافلة لولاية بدية ونصب الخيام والتدريب على فنون القتال وشق الافلاج وزراعه الارض وبناء المساكن الثابتة والثيبة وبناء الحصون وتعاون المجتمع .
وقد جسدت تلك الفعاليات الجانب البحثي للندوة إلى واقع ميداني ، إلى جانب القاؤها الضوء على الكثير من مراحل تطور الولاية عبر التاريخ ، وتركيزها على ما تزخر به ولاية بدية من مكانة علمية وأدبية ومعالم أثرية وتاريخية وافلاج وتراثيات وفنون وصناعات وحرف تقليدية ، وجوانب أخرى تشتهر بها الولاية كاقتناء الخيل وتربية الهجن ، وفعاليات أخرى متنوعة كمراحل بدء العمران بالولاية وشق الأفلاج ووصول واستقبال القوافل والأسواق الشعبية التقليدية وغيرها .
أما اللوحة الثانية فكانت عبارة عن مسيرة الولاء والعرفان لسلطان البلاد المفدّى واحتوت على دخول خيول العرضة وفرق الفنون الشعبية الرجالية والنسائية والسيارات المزينة . فيما اشتملت اللوحة الختامية اصطفاف كافه الفرق المشاركة في الساحة وتقديم فن العازي .
بعدها قام معاليه بافتتاح القرية التراثية والتي ضمت عدّة اركان مثل ركن الزراعة والثروة الحيوانية والبيت التقليدي والمأكولات الشعبية والصناعات الحرفية والنحت على العظام ، واركان مدرسة القرآن الكريم والسوق وجمعية المرأة العمانية .
كما قام معالي الشيخ / احمد الحارثي بافتتاح كل من معرض التاريخ العلمي الذي ضم الكتب والمخطوطات النادرة المتوفرة بالولاية وأدوات الكتابة ، ومعرض الفنون التشكيلية الذي احتوى على مجموعة من اللوحات الفنية لفناني الولاية التشكيليين تنوعت بين ما تزخر به ولاية بدية من مميزات بيئية مختلفة ، وزار معاليه مع الحضور متحف بدية للتراثيات .
واستكملت مساء اليوم اوراق العمل البحثية للجلسات العلمية لندوة بدية عبر التاريخ حيث ترأس الجلسة الاستاذ / حمزه بن سليمان بن محمد السالمي ـ من معهد العلوم الشرعية ـ وطُرحت خلال هذه الجلسة ثلاث اوراق عمل تحدث في الاولى الباحث / حميد بن عامر الحجري ـ مدرس بكليه التجارة والعلوم الانسانية بجامعه الشرقية ـ عن (المعالم الاثرية في ولاية بديه ) وقدمت الباحثة / ابتسام بنت عبدالله الحجري ـ مشرفة مادة اللغة العربية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية ـ عن (الفلكور الشعبي في ولاية بديه ) ، وفي ختام الندوة تحدث الدكتور/ محمد بن ناصر الحجري ـ الاستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعه السلطان قابوس ـ عن (ولاية بدية في عصر النهضة ) .
وكان معالي الشيخ / محمد بن احمد الحارثي ـ مستشار الدولة ـ قد افتتح مساء أمس الأول بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة وحضور كبير من أهالي الولاية والمهتمين من المناطق والمجاورة الفعاليات العلمية لندوة بدية عبر التاريخ .
حيث ألقى صالح بن راشد الشيادي ـ مدير المنتدى الأدبي ـ كلمة المنتدى بتلك المناسبة وأكد فيها أن ولاية بدية قد بلغت مكانة كبيرة في صفحات التاريخ ، وأن النهضة المباركة بقيادة عاهل البلاد المفدّى قد اضافت لهذه الولاية المكانة اللائقة وألبستها الثوب المتناسق جمالها وجلالها ، وما هذا الاحتفاء والتكريم من قبل وزارة التراث والثقافة ممثلة بالمنتدى الأدبي إلا تأكيدا واستكمالا للمهمة العلمية والوطنية التي اخذها المنتدى على نفسه بإقامة هذه الندوات السنوية حول مدن وحواضر عماننا الأبية .
وأضاف أن هذه الندوة وما سبقها من ندوات احتفائية اقامها المنتدى الأدبي حول ثمانية عشرة ولاية عمانية تسعى لتأكيد هوية تلك المدن ودورها الحضاري والانساني في مسيرة التاريخ العماني المضيء والمتجدد ، مؤكدا أن هذه الندوات اسهمت في التعريف وابراز العطاءات الابداعية العمانية من خلال البحوث الجادة والموثقة بطرق علمية ومنهجية .
بدأت بعدها الجلسات العلمية للندوة حيث ترأس الجلسة الأولى الاستاذ/ ابراهيم بن عامر اليحمدي ـ الخبير الاعلامي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ـ وقدمت خلالها ثلاث أوراق بحثية تحدث في ورقه العمل الاولى الباحث/ زاهر بن بدر الغسيني ـ مدرس الادب الاندلسي بقسم اللغة العربية وآدابها بكليه الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعه السلطان قابوس ـ عن (المكانة الجغرافية والسياحية لولاية بديه ) ملقيا الضوء على نطاقها الجغرافي قديما وحديثا ، وسبب تسميتها ، وبداية عمرانها بعد وصول قبيلة الحجريين إليها ، وأهمية موقعها ومقوماتها السياحية وغيرها من المحاور الأخرى .
ثم تحدث الدكتور/ هلال بن سعيد الحجري ـ الاستاذ المساعد في الادب المقارن ، قسم اللغة العربية وآدابها بكليه الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعه السلطان قابوس ـ عن المكانية التاريخية والأدبية لولاية بديه وتتبع حضورها مكانا وبشرا وذكرها في المصادر العربية والاجنبية ملقيا الضوء على مكانة الولاية ووصفها في قصائد الشعراء والكتب والمصادر التاريخية ومذكرات المؤرخين والرحالة العرب والأجانب .
بعدها قدم الباحث/ محمد بن سعيد الحجري ـ باحث ثقافي بمركز السلطان قابوس العالمي للثقافة والعلوم ـ ورقة العمل الثالثة ودارت حول (الاعلام والشخصيات في تاريخ ولاية بديه ) والاسهامات العلمية والتاريخية للولاية خلال المراحل المختلفة للتاريخ العماني ، واهم شخصيات واعلام التاريخ العلمي التي قدمت اسهامات مهمة في تاريخ الولاية وخارجها وشخصيات التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأدبي والشخصيات النسائية ، وحضورها في المشهد العماني معتمدا في ذلك على المراجع التاريخية التقليدية والدراسات الحديثة واستقراء الوثائق التاريخية واستنطاق التاريخ المروي .